أحدث المواضيع
هذه المدونة لا تمثل أفكار مذهب أو طائفة بعينها، فمقالاتها هي خلاصة أفكار ودراسات وتجارب كاتبها وقناعاته وإيمانه المبني على الكتاب المقدس رغم اعتراف الكاتب بإرثه الفكري المسيحي البروتستانتي و خصوصا النهضة الفيلادلفية في القرن التاسع عشر وانتماءه لكنيسة الاخوة. _________________________________________________________________
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مذكرات عابر سبيل. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مذكرات عابر سبيل. إظهار كافة الرسائل

السبت، 23 مارس 2024

خدمتي مع العراقيين المسيحيين

لما ذهبت الى الأردن خلال سنة 2016 مكثت أو الأمر حوالي ثلاثة أشهر ،خلالها كنت أقوم بتصحيح الكتب والدورات الدراسية للمشتركين في برنامج عمواس لدراسة الكتاب المقدس ،وايضاً مرتين أسبوعياً الى اجتماعات الإخوة العراقيين في كنيستين مختلفتين ،ونضع طاولة الكتب ونستقبل المشتركين الجدد ونملأ معلوماتهم على قسائم ومن ثم يبدأوا بدراسة أول كتاب من المرحلة الأولى والتي تضم 12 كتاباً ،وعند إنهاء المستوى الأول يُمنح الطالب شهادة ،وقد عملنا اكثر من تخريج، واحياناً كنا نُخرّج شخصاً واحداً لأنه كان سيسافر قريباً.

أشخاص عديدين قبلوا الرب في حياتهم من خلال هذه الدروس وكتبوا لنا وأخبرونا عن الفائدة الكبيرة التي حصلوا عليها ،بالنسبة للأشخاص الذين آمنوا من خلال اجتماع يوم الجمعة في الكنيسة حيث أنه كل يوم جمعة نعمل اجتماعاً ونقوم بالدراسة في كتاب عرض الأسس المسيحية ،بعض من هؤلاء فهموا وقبلوا رسالة الإنجيل وانتقلنا معهم الى مرحلة المتابعة ،حيث بدأت بمتابعة ثلاثة الى أربعة منهم اثنين منهم وصلت معهم الى درس المعمودية والخلوة الشخصية/كتاب مرشد المتابعة للنمو الروحي ،هذا بالإضافة الى الزيارات البيتية العديدة للعائلات المسيحية والتي قدّمنا فيها رسالة الإنجيل بوضوح. بعض الطلاب أنهوا كل المراحل الثلاثة وطلبوا المزيد من الكتب فكنا نعطيهم كتب غير دراسية. ذهبت مع أخّين اخرين الى اكثر من اجتماع بيتي وكنت أذهب الى كل اجتماع مرة أسبوعياً وكنت انا أقود الجلسة واحيانا احد الإخوة ،وهذا ما يصب في فكرة زرع الكنائس في أماكن مختلفة والتي هي من أهداف الكنيسة الرئيسية.

لقد تشجعت اليوم أكثر مما مضى على هذا الموضوع ،ولديّ الرغبة والشوق لنقل هذه التجربة الى حيث أقيم ،فأنا حالياً أُدرب وفي نفس الوقت أتدرب لأكون مؤهلاً في المستقبل القريب لأبدأ هذه الخدمة لوحدي في بيتي وفي مدينتي.

الشهور القليلة التي أمضيتها في الأردن فتحث أمامي آفاقاً جديدة وساعدتني أن أترجم المعلومات النظرية التي تعلمتها سابقاً في حياتي العملية وأطبقها ، وأكثر من هذا فقد رأيت نموذجاً حياً ومثالاً لما يجب عليّ اتباعه.

السبت، 16 مارس 2024

مقدمة

 ليس المقصود من "مذكرات عابر سبيل" ان تكون كتاباً يُطبع لأنني بدأت فيها مبكرا وانا في ذروة الشباب والعطاء والانتاج وانا في منتصف الثلاثينيات من عمري إنما ثقل الرب على قلبي ان اضع علي مدونتي على الانترنت هذه الخبرات المتواضعة والفصول الحياتية التي عايشتها حتى الان لاخوتي المؤمنين بمخلصنا العظيم الرب يسوع في كل مكان ولاسيما الناطقين بالعربية ومن فئة الشباب خصوصا مع ان هذه الصفحات قد توحي ان كاتبها كبير بالعمر او ربما شيخ إلا ان نعمة الله هي التي اختارت ان تسرع عجلة حياتي فأحظى بتجارب وخبرات كبيرة في وقت زمني قصير، فأنا لست بشيء ولكني فقط اعظم عمل نعمة الله في حياتي. 

 وآمل ان اكون قد قمت ولو بقدر قليل من واجب خدمة ربنا ومخلصنا الذي خدمنا بصليبه ودمه وبذل حياته عنا والله الآب ومخلصنا الرب يسوع من وراء القصد وله وحده دون سواه كل المجد. آمين  

الجمعة، 16 فبراير 2024

!! قصة حب.. قصة تغيير

في فترة الكورونا وحيث انني كنت اشتغل من البيت (اون لاين) كان هناك الكثير من الوقت والفراغ بعد اشهر قررت ان اسكن في مدينة اخرى وكنت حتى وانا في مدينتي الاصلية اذهب الى هذه المدينة احيانا لاحضر اجتماعات الاحد في الكنيسة.

لاحظت هناك في الكنيسة فتاة وبدات في الاهتمام بأمرها والسعي لان اتعرف عليها. كنت في ذلك الوقت مندفعا متحمسا لايجاد زوجة وشريكة حياة وبالطبع كنت ارغبها مؤمنة.

انفتح الباب مع هذه الفتاة. بدأ الحماس يزداد ومعه بدأ الشعور بالعيشة في عالم غير واقعي وسعادة سرعان ما اكتشفت بعد شهور انها وهمية وغير واقعية وتتبدد على صخرة الواقع والتحديات الكثيرة للحياة وللآخر وللشخصية.

احببتها وكانت ترفضني وترفض محبتي ولم تستطع تقبل شخصيتي وما كنت عليه في ذلك الوقت. استمرينا فترة معا وتركنا ثم رجعنا قليلا وتركنا الى الأبد.

سنتين واكثر وانا أعاني بصمت ولكنني لم اقلل من نفسي واترجى الرجوع. تحملت الألم ألم الانفصال والترك بصمت ومرت الشهور والسنين وانا اعمل واعمل وسافرت وانغمست في الحياة والعمل.

الرب أفهمني من خلال كتاب ارشدني له احد الاخوة من الذين أقدر وجودهم في حياتي ولو اننا نتواصل في فترات متباعدة انه عندما يتعلق الأمر باختيار شريك الزواج فعليّ ان اتجنب “العقدة المسيانية” واضعا على نفسي مسؤولية انقاذ أو خلاص الآخر، وانه لا ينبغي ان اتزوج ابدا بدافع الرحمة او الشفقة فالزواج من شخص لديه عيوب في الشخصية لمجرد انك تشعر بالاسف تجاهه يحرم شخصا آخر من فرصة قضاء حياته معك في زيجة مثمرة روحيا. 

الحقيقة انني من بعد ما واجهت الحياة واشتغلت وسافرت ورأيت الناس وخرجت من قوقعتي تبين لي اني لم أعد أريدها.. لم اعد ارغب بها.. حياتي افضل بدونها.. لا احتاجها

المحبة عندما توجد بين البشر فهي كالمرحلة .. إن أجاد طرفيها التأقلم والتجاوب معها نمت وازدهرت واتسعت أعماقها .. وإن صادفت الجفاء وفرق السرعات وقلة الوعي والركود فإن هذا الحب ربما ينتهي .. او تتغير طبيعته.


ومن الزاوية الإلهية .. اعتقد ان الله نفسه يقدم الحب .. الا انه إن قوبل بالرفض أو الإهمال من جانب الإنسان فإن نعمة الحب  حتماً ستنتهي .. سيهلك هذا الإنسان الذي احتقر محبة الله .. أليس كذلك ؟.

اكتشفت اني قادر ان احب من جديد واعطي عواطفي ومشاعري لأخرى تستحق بدلا من محاولة ملئ إناء مثقوب

وكتبت وقتها هذه الكلمات: سأحب طالما أستطيع.. وإن تعبت وفشلت .. سأحاول مرة أخرى .. وإن لم يتم تقدير محبتي .. سأفتخر بما قدمته .. ولن أخاف من المغامرة مرة أخرى .. فالحب الصادق توجه قلب .

والحقيقة ان الرب رحمني دون ان ادري واكتشفت بعد اقل من عامين ان هذه الكنيسة كانت تتجه فعلا اتجاها ليبراليا وسمحت برسامة المرأة قسيسة وهنا شكرت الرب انه اخرجني من هذا المكان وقطع اية روابط كانت من الممكن ان .تؤذيني وسبب لي لشهادتي ضررا كبيرا

وبعد عدة محاولات اخرى وتعارف وبعد ان كادت تزل قدماي واندفع في ارتباط متسرع بغير مؤمنة، وبعد جهود لم تنجح وفي نهاية الهزيع الرابع أكرمني الرب وخطبت لنفسي المعينة لي من إله السماء. 

يا رب يسوع شكرا.. أكرمتني وأفضت علي من احسانك.. هيأت لي نعمتك فتاة ..أكرمتها بأم مصلية بسيطة طيبة القلب .بوالد حلو المعشر .بأخوه واخوات رائعين ..بقاده روحيين ناضجين .. فحفظتها طوال السنين وفي الوقت المعين أحضرتها لي يا سيدي وأنا لا استحق كل هذا الكرم والجود.. فعاشت معي في ظروف ليست سهلة واحتملت طباعي بل و حماقاتي .. لم أسمع منها كلمه مسيئة ولا جارحة .. علمتني كيف هي المحبة لك اولا وللاخرين. حقا يا سيد صغير انا عن كل ألطافك والامانة التي صنعت لعبدك.

السبت، 6 يناير 2024

تجربة نقاش من الفيسبوك حول تفرّد المسيح والمسيحية الحقيقية.

أقدّم لكم، قرّائي الأعزّاء، نقاشي على صفحة فيسبوك خاصة مع شخص اتضح فيما بعد انه غنوصي. (ملاحظة تم فلترة ردوده لغرض اختصار الحديث وإتيان الزبدة وقمت بالتعديل قليلا على ردودي ايضا لان المقال عمره سنوات).


الرب يسوع المسيح هو الطريق الوحيد للخلاص وهذا ليس ايمان بديانة أو مذهب لكن ايمان بشخص فالحق شخص واعتقد انك تؤمن بهذا بحسب ما رأيت في محتوى مدونتك. 

هي ديانة تقوم على إيمان بطريقة معينة بشخص.
الهندوس ينكرون أنهم ديانة على فكرة.
والمسلمون يقولون أن دينهم ليس إلا فطرة الإنسان

نعم ولكن الشيء المشترك بين جميعها هو الخلاص بالاعمال والديانة أو الدين هو محاولة الانسان الوصول لله بينما في المسيحية نجد يد الله الممدودة للانسان من خلال صليب المسيح ثم انه لا يوجد شخص في جميع الديانات ادعى كادعاء يسوع المسيح بأنه الله فالمسلمون والهندوس وغيرهم علاقتهم بالنظام الديني أو قل بالمبادىء الدينية أو النصوص لكن في المسيحية تجد علاقة مع الحي المقام من بين الاموات وهي علاقة شخصية اختبرها الملايين ومن مختلف الخلفيات حول العالم وهي تغير الحياة فلم نسمع عن احد تغير من فاجر الى قديس الا من تقابل مع يسوع المسيح ولم نسمع عن كائن من كان كانت حياته بلا خطية غير يسوع المسيح. من حق كل واحد ان يؤمن بما يقتنع به عقله ويرتاح له ضميره دون اجبار او ضغط من اي كان ولكن لا زال يقف يسوع المسيح فريدا والمسيحية الحقيقية تختلف عن كل ديانات العالم.

(انظروا هنا رده الذي يُثبت انه غنوصي حيث يقول: "أنا ثالوثي لأسباب فلسفية وفكرية").
كثير من الفجار تغيروا كثيرا إلى قديسين بنعمة إلهية عجيبة ولم يعرفوا شخص يسوع بالطريقة المسيحية التقليدية، والتاريخ شاهد. إلا إذا أرنا أن ندخل في نقاش في ميتافيزيقة القداسة وتعريفها.
أريد تطبيق هذا الكلام عملياً. بم تختلف المسيحية كمنظومة عقائدية عن غيرها اليوم؟. تقول لي الأعمال الخيرية أقول لك هذا مبدأ يعتنقه كثر ومعظمه من الليبراليين ربما الذين لا أظن أنك ستقول إنهم مسيحيون بحسب عقيدتهم.
الفلاسفة؟ الشعراء؟العلماء؟ تقريباً ولا واحد منهم كان أرثوذكسي الإيمان.
الأمر يتجاوز العقيدة، والإيمان قد لا يكون بحسب عقيدة.
أنا ثالوثي لأسباب فلسفية وفكرية. ولكنني أقبل إنسان يقتدي بالمسيح ولا يشاركني إيماني. هل تقبله مسيحية اليوم؟ لا.
مسيحية اليوم مستعدة لتمجيد شخص فاجر وبقي فاجراً حتى بعد ادعائه الإيمان، ولا تقبل شخصاً خلوقاً بلا إيمان. هل كان المسيح هكذا؟


هنا ندخل بمعضلة ألا وهي ان الاخلاق لا تخلص أحدا الخلاص ليس بالاخلاق أو بالاعمال الصالحة الخلاص هو بالايمان وبالايمان بالمسيح فقط فبالايمان يحصل الشخص على طبيعة جديدة وعندها يبدأ الثمر في حياته فالاعمال نتيجة الايمان الحقيقي يُثمر ويعبر عن نفسه بتغير الحياة وهو البرهان الذي تحدثت عنه رسالة يعقوب فالشخص المؤمن الحقيقي يبرهن عن صحة ايمانه بأن اعماله تكون نقية وصحيحة وافعاله مستقيمة. فما تحدثت عنه سابقا اقصد به هذا التقابل الفردي مع معطي الايمان وليس المسيحية كمنظومة كما ذكرت انت في تعليقك المسيحية كمنظومة تستمد صحتها من قربها من شخص المسيح وتعليم الكتاب المقدس وكلما ابتعدت اصبحت مشابهة للعالم وفلسفاته وأديانه، ذكرت ان كثير من الفجار تحولوا الى قديسين ولم يعرفوا شخص يسوع هل ممكن ان تذكر لي مثال أو اكثر؟ وهل يوجد اليوم في العالم من يتغير وتتغير حياته وسلوكه ويتحرر من ادمانه ويشفى من اسقامه ويتحول من شخص يائس بائس الى شخص سعيد ومن شخص كاره حاقد الى شخص محب وديع بمعزل عن يسوع المسيح؟ انا شخصيا لم ارى وبحيادية تامة اقول لك. لكن عندي بالمقابل مئات الأمثلة الواقعية الحية التي تشهد ليسوع وخلاصه العجيب، بالنسبة للفلاسفة والشعراء الذين ذكرتهم فنسبة منهم كانوا حقيقيين حسبك ان تقرأ لجبران خليل جبران الذي تاب في اخر حياته واصبح مسيحيا حقيقيا وكتاباته تشهد وممكن ان اشاركك بنصوص من كتاباته لا يعرف عنها الغالبية شيئا كيف قال في اختباره مع المسيح "وقد تجسدت الكلمات التي سمعتها منه في اعماق قلبي فصرت رجلا جديدا" وحسب نصه وقوله هذا عن نفسه فيبدو انه اختبر الولادة الجديدة وتغيير القلب الذي يعمله يسوع في مختاريه، والمجال قد لا يتسع هنا لأذكر غيره لكني أؤكد لك ان عندي الكثير خصوصا العلماء المؤمنين والذين كانوا يؤمنون بالمسيح وبالايمان القويم. اخيرا مسيحية اليوم أو المسيحية الحديثة أو الحركات الكاريزماتية وايمان الكبسولة وضغطة الزر هذا لا يمثل المسيحية الأصيلة فكما يوجد الحقيقي يوجد المزيف وحسبنا ان نمتحن ونفحص ونفكر وبعدها ما يقتنع به الشخص هو يتحمل المسؤولية لانها حياته وانا وانت وكل شخص من حقه ان يستعمل عقله ويُحكّم ضميره ويبحث ويقرأ ولكننا بالنهاية نبقى محدودين ونعترف بمحدوديتنا ونصلي طالبين العون من الله.

(وهنا في الأسفل رده)
أنا أريد شيء عملي. كل هذا الكلام درسته في دراستي اللاهوتية ولم يقنعني بل زادني شكّاً بالمنظومة الحداثية للإيمان المتمثلة بالفرع الكالفيني/الإنجيلي وما تلاه من الإصلاح.
لديك غاندي مثلاً الذي عرف المسيح معلّماً، لديك خوسيه موخيكا إذا أردت والليبرالي مارتن لوثر كينغ، ولدينا الكثيرين من المشهورين وغير المشهورين الذين نقابلهم يومياً. سمعنا كثيراً عن أناس مادّيين تحوّلوا إلى الرهبنة البوذية...يعني تحوّلوا من "فجّار" إلى أتقياء على الأقل وزهدوا بالعالم ونذروا أنفسهم لعمل الخير والمساعدة.

صديقي جبران معروف ما هو معتقده. هو فقط قبل وهو على فراش الموت أن يتناول من يد الكاهن. هذا هو الأمر. جبران كان يكتب بروعة عن يسوع الناصري لأنه أحبّه وتمثّله (بالنسبة لي هذه ولادة جديدة)، ولكن بكل تأكيد لم يكن مؤمناً على الطريقة الإنجيلية المحافظة ولم يكن كتابياً البتّة. هذا شبيه بادّعاء اعتناق فولتير الكاثوليكية على فراش موته، أو اعتناق آخرين الإسلام قبل الموت.
من؟ نيوتن؟ التقي الذي لم يؤمن بالثالوث. أم ماكس بلانك التقي الربوبي. أم شعراء ألمانيا الأتقياء الذين كانوا يبتهلون للعذراء فوق لوثريتهم وحلوليتهم، أم شعراء إنكلترا، من بلايك ألى ووردزوورث وكولريدج وغيرهم وبعضهّم متصوّف/ثيوصوفي والآخرون لا ثالوثيين، أم الآباء الأمريكان الذين كانوا يصلّون ويصومون ويقرؤون الكتاب على الطريقة اليونيتارية أو الربوبية.
الكلمات تخدع. كلّهم مجّد المسيح واقتبس الكتاب، ومعظمهم ليس محافظاً البتّة.
أنا أقبل كل هؤلاء لأن شخص المسيح نفسه يهمّني. هل تستطيع المسيحية أن تقبلهم على علّات عقائدهم؟ أنا ليس لدي مشكلة معهم


الدراسة العقلية شيء والاختبار القلبي للحقائق الروحية شيء اخر انا ايضا درست الاهوت وقبلها درست في كلية الفنون الجميلة ،شخص المسيح ثوري نعم بكل تأكيد واسمح لي ان اقتبس عن الدكتور ماهر صموئيل حيث يقول: إذا قرأنا الأناجيل الأربعة بعناية؛ ستكتشف أن المسيح لم يتصادم أبدًا مع القوى السياسية آنذاك، رغم علمه بفسادها وظلمها، ورغم معاناته الشخصية منها. وستكتشف أيضًا أنه لم يتصادم أبدًا مع المجتمع في عاداته وتقاليده البالية، على الرغم من عدم توافقه مع الكثير منها. لكنك ستكتشف بسهولة شديدة ثورته وصدامه الثابت والمستمر مع المؤسسة الدينية! لماذا؟ لأنها كانت هي العائق الأكبر أمام تحقيق رسالته وغايته، ألا وهي تغيير الإنسان من الداخل (اقرأ متى 23).أنا لا أنكر أن القهر السياسي، والفساد الاجتماعي يخلقان مناخًا غير ملائم لجريان بشارة التغيير لكن لا يمكن أن يقاس أثرهما السلبي بأثر المؤسسة الدينية في تخدير ضمائر الناس، وتغييب عقولهم، وتقسية قلوبهم، حتى لا يقبلوا بشارة التغيير. لذلك لم يصطدم المسيح إلا بها. ولم يثر إلا عليها، فلو كان بدأ ثورته لرفض الثقافة الفاسدة، والتقاليد البالية، التي تكرس التخلف والفقر والبؤس. لكان التاريخ قد خلده كغيره من الثوار العظماء. لكن المسيح سلك مسلكًا مختلفًا تمامًا.كان الاعتقاد السائد وقتئذِ، ولم يزل إلى اليوم، أن المجتمع الصالح سياسيًا واجتماعيًا هو القادر على أن يخلق إنسانًا صالحًا. ومن هنا جاء اهتمام الثوار الصالحين، على مر العصور، بتغيير الأوضاع السياسية أو الاجتماعية للإنسان. لكن جاء المسيح ليقول العكس! جاء ليقول إن الإنسان الصالح هو الذي يخلق مجتمعًا صالحًا سياسيًا واجتماعيًا. وأن تغيير البيئة والمناخ الأخلاقي، الذي يعيش فيهما الإنسان، لن يغير الإنسان. وإن غيَّره، فهو تغيير مفروض من الخارج. تغيير لا يقوى على اختراق الإنسان ليمس جوهره. تغيير لا يمس سوى السطح والشكل، ولذا فهو سطحي وزائل. وعليه كانت رسالة المسيح هي تغيير الإنسان نفسه؛ تغيير جوهره وليس مظهره أو حتى مجرد قناعاته وعقائده، لكن تغيير كيانه الروحي ، تغيير قلبه ونوعية حياته. هذا التغيير الذي ينتشر في داخل الإنسان فيغير قناعاته وأخلاقه، ثم ينضح إلى الخارج ليخلق المجتمع الصالح، والذي بدوره يفرز الحكم الرشيد كان جان جاك روسو يعتقد أن الإنسان يولد صالحًا، لكن المجتمع الفاسد يفسده. وكان يرى أن إصلاح المجتمعات يبدأ بإصلاح الحكام. فهم من وجهة نظره سر وعلة فساد المجتمعات. ولذلك طالب بالعقد الاجتماعي كأساس للحكم، والذي كان أساس الثورة الفرنسية. جاء المسيح ليقول العكس تمامًا، جاء لا ليبدأ بالمجتمع بل بالإنسان. لذلك لم يدعُ إلى دين بل إلى تغيير. تغيير يعجز المجتمع عن إحداثه في أفراده. ويعجز الإنسان الفرد عن إحداثه في نفسه. لكن المسيح لم يزل يجريه. ولهذا ماتت كل الثورات أما ثورته فلم تزل جارية ملتهبة إلى الآن.بالفرد وليس بالمجتمع، وكانت طريقته من الداخل إلى الخارج، وليس من الخارج إلى الداخل!! ما ننادي به يفوق كل هذه الفروقات الضيقة في الشخصيات فالله إله شخصي جدا وفي نفس الوقت هو لا يرضى بأن يستمر الخداع والتعليم الخاطىء فلا بد ان يشرق نوره على الذهن وفي القلب لغير كل فكر ويحل محله الفكر الصحيح المتمثل فيما يقوله الكتاب المقدس كل هؤلاء الذين ذكرتهم انت نرى في حياتهم جوانب مضيئة ولكن الله وحده يعلم من هم الذين قبلوا معاملاته معهم وتجاوبوا في النهاية بالتوبة والايمان بشخص المسيح.


أنا أتفق معك تماماً في ما تقول هنا بصورة عامة. ولكن هذا يعني بالنسبة إليّ أن ثورة وتجديد المسيح شيء والمسيحية شيء آخر، كما كان يعتقد جبران، وكما اختبرت أنا.
طرق المسيح غير معروفة وغير حصرية، كما نستنتج من سي إس لويس مثلاً.
المسيح قام.


الناس اخذت المسيحية وحولوها الى ديانة  لكن الكل حدث تحت سلطانه وهو يعلم لسابق علمه وهو من ستكون له الكلمة الاخيرة واعتقد اننا نفهم هذا من سفر الرؤيا.

الثلاثاء، 2 يناير 2024

كلمتي في احتفال الأربعين عاماً لتأسيس معهد عمواس للكتاب المقدس

الإخوة والأخوات الأفاضل قبل تسع سنوات تقريباً مع دخولي للجامعة وبنهاية سنتي الثانية رتب الرب بطرق ووسائل متنوعة ان اسمع عن الرب يسوع ومحبته وخلاصه، واخذت وقتاً بعد ذلك الى ان قطعت شوطاً كبيرا على طريق التحرر من الطقوس والفرائض والتقاليد المختلفة التي تتعارض مع النور الذي وصلني من كلمة الله. وبدأت أرى ملامح المسيحية الحقيقية وفكر الله كما هو موجود في الكتاب المقدس. في تلك الفترة كما الان ايضاً كنت استخدم الإنترنت واعتمد عليه بصورة كبيرة فهو مصدر مهم للمعلومات بالنسبة لي وهو وسيلة حيوية للتواصل مع الأشخاص وتنزيل الكتب ،خصوصاً ان كتيراً منها غير متاحة وغير موجودة مطبوعة. وخلال تلك الفترة كنت تواقاً لأن اتعرف على مؤمنين ناضجين أصحاء بإمكانهم ان يكونوا مرشدين حقيقيين يدلوننا على الطريق لأنهم ساروا فيها من قبل، وهناك عبارة اتفق معها كثيراً تقول: (نحن في إيماننا المسيحي نقف على أكتاف من سبقونا)، فنعمة الله رتبت لي ان أدرس الكتاب المقدس بأقل التكاليف وأبسط الوسائل وبدون الحاجة الى جامعات لاهوتية وأسماء رنانة ودرجات علمية صورية ،كنت أدرس واعمل الإمتحانات بالمراسلة سواء من خلال الموقع أو من خلال البريد العادي .وبهذه الطريقة كنت أنمو في معرفة فكر الرب حسب ما هو معلن في كلمته.

هل درست الكتاب المقدس؟ هل قرأته أصحاحاً أصحاحاً؟ هناك كتب فارغة تقرأ وتحفظ عن ظهر قلب فهل قرأنا هذا الكتاب؟ هل بذلنا الجهد لنفهمه؟ هل طلبنا من الرب ان يفتح أذهاننا لنفهم الكتب؟ هل شعرنا بخطورة الحياة بدون أن نعرف ما هو الحق؟ ما هو الصواب؟ ما هو الخطأ؟ ما هو التعليم الصحيح؟ ما هو الفكر الصحيح؟ ماذا يقول الكتاب في هذا الأمر أو ذاك الأمر؟ أم اننا نعتبر هذا الكلام موجه للناس التي تعظ وتتكلم على المنابر ما علاقتنا نحن؟

 أنهيت كافة مراحل الدراسة ووصلت لمرحلة الدراسة المتقدمة وفي النهاية حصلت على ثلاثة شهادات وبعد ذلك بكثير شرفني الرب أن اعمل في المساعدة بتنقيح العديد من الكتب الدراسية من اصدار دار نشر عمواس. وهنا لابد لي من وضع عنوان او سؤال :لماذا دراسة الكتاب المقدس ضرورية بشكل عام ودروس عمواس بشكل خاص ؟ان شوق الرب لنا هو أن نفهم كلمته في هوشع 6: 6 بعد ان نقرأ قول الرب "اني أريد رحمة لا ذبيحة ..يكمل ويقول : ومعرفة الله أكثر من محرقات". أي أنه بدل ان تقدم وتعمل أمور وأشياء اذهب واعرف الله فهذا أفضل. معرفة الرب من خلال الكتاب المقدس تجعلك واقف على أسس صحيحة وحقيقية ومتينة ،كثيرون يتأثرون بالجو العام الإنفعالي والعاطفي خصوصاً اذا كان هذا الجو قوياً ،ولكن بدون كلمة الله والرجوع إليها ومعرفة فكر الله كما هو في الكتاب المقدس لا يمكن ان تحدث نهضة حقيقية سواء في حياتنا كأفراد أو ككنيسة. فجميع النهضات الحقيقية التي حصلت سواء في صفحات الكتاب المقدس أو على صفحات التاريخ المعاصر تمت من خلال مؤمنين أتقياء رجعوا للكتاب وفهموا فكر الله واستخدمهم الرب لخلاص النفوس ولخير المجتمع ولبركة الأمة.

 باختصار يجب ان يكون ما نمارسه وما نقوم به له أساس واضح في كلمة الله حتى لا نذهب وراء تصوراتنا ونتخيل شيء وهمي لا يمكن ان يتحقق وفي النهاية نحبط ونصاب بالفشل. ما تعطيه لك دروس عمواس هو أنها تساعدك ان تجلس وتبحث في كلمة الله وتفهم فكر الله في كل الأمور مما يؤول الى بنيانك وتقدمك في حياتك الروحية "نامين في معرفة الله" (كو 1:2).

اخوتي الأحباء اعتقد انكم تشاركوني الرأي ان الكنائس والمؤمنين في بلادنا في حالة ضعف عام ،والمنبر في أحيان كثيرة يكون ضعيفاً لا يجيب عن احتياجات الشعب ،انني مقتنع بأن كل مؤمن حقيقي مولود من الله عليه مسؤولية شخصية ان يدرس كلمة الله بنفسه ولنفسه وطبقها على جوانب حياته حينئذٍ اضمن له النمو والتقدم والإثمار، وأتصور انه ينبغي على الرعاة أن يشجعوا هذا الأمر ولا يظنوا أنه بذلك يصير الشخص أفضل منهم في المعرفة فهذا ينم عن جهل وكبرياء مرفوضين. اذا كنا نسعى لبنيان الكنيسة والتخلص من حالة الطفولية الروحية المسيطرة على غالبية الأعضاء إذن فلنسعى نحو مركزية كلمة الله وان تكون هي المرجع في كيفية سير الأمور وحل الإشكالات بدلاً من اشراك الثقافة والتقاليد والروتين في نمط إدارة الكنيسة وفي حياتنا كأفراد.فالله يريد ان جميع الناس يخلصون لكن ليس هذا فقط بل وإلى معرفة الحق يقبلون ،وهنا اقتبس عن أحد خدام الرب حيث قال: ان الرب لا يريد جيشاً من المؤمنين يمشون وراءه برؤوس فارغة لا تحوي معرفة ولا تحوي تعليم، والرب لا يتشرف أبداً بمؤمنين جهال مضطربين محمولين بكل ريح تعليم. اليوم الكارثة الكبرى ان الشباب بلا معرفة، رؤوس تملأ الإجتماعات لكن للأسف فارغة ،هو بالعامية ملطش من هنا وهناك لكن لا يوجد بناء صحيح لا يوجد ذهن مسيحي صحيح. 

وكما قال احد الخدام: كثير من المؤمنين والشباب الكتاب المقدس بالنسبة لهم عبارة عن مزمور 23 والرب راعيّ فلا يعوزني شيء ،واستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني ،هذا عدى من يتعاملون مع الكتاب المقدس على مبدأ افتح الكتاب والاية اللي تطلع اقرأها ولله الحمد ،الحجة انه كله كلام الله والمهم ان يتعزى الشخص وانتهى الأمر اشعياء كإرمياء كالرسائل !! لكن لا يوجد جهد لا يوجد بذل حتى نتعلم ماذا يقول الكتاب؟ لذلك "سبي شعبي لعدم المعرفة"(اش 5:13)فعدم المعرفة يعرضنا للسبي والذل من ابليس ،يجب ان نشعر بالذنب لأننا أهملنا هذا الكتاب فصارت العقول فارغة والشباب ضحايا لإبليس.

 قال الرب يسوع "الكلام الذي أكلمكم به روح وحياة "(يو 6: 63) يعني حياتكم وطعامكم "اعملوا لا للطعام البائد بل للطعام الباقي للحياة الأبدية" (يو 6: 27).

الجمعة، 29 ديسمبر 2023

اختباري مع المسيح

لقد كانت الفترة التي سبقت مرحلة الخلاص صعبة من حيث المشاكل النفسية والاضطرابات التي سبقت دخولي الجامعة. لكن ومع دخولي الجامعة وفي نهاية سنتي الجامعية الثانية بدات حياتي تدخل في دوامة من الياْس والتشتت والغموض والضياع.


كنت اشعر باْني موجود في فراغ كبير وحدي اساْل نفسي من اين اتى الوجود اين النور! اين السلام والراحة!


لا اعرف وقتها كيف امسكت بالكتاب المقدس و بدأت اقرأه من اول صفحة (سفر التكوين) وبدأت الاْيام تمضي وانا استمر في القراءة.


في تلك الفترة كنت اعمل وادرس بالجامعة في نفس الوقت وكانت أموري النفسية تنعكس سلباً على ادائي في العمل وعلى شخصيتي وعلى تعاملي مع الآخرين.


مع نهاية سنتي الجامعية الثانية حدثت خلافات عائلية "انا وعائلتي من جهة واقاربنا من الجهة الاخرى".


و خلال هده الفترة كنت متمرداً اعمى وغير متسامح اضمر الشر لكل من هم حولي.


وفي نفس الوقت كنت مجروحاً من الداخل ولا مكان للسلام في حياتي متعباً من نفسي متعباً من العالم.


واستمرت الأمور على حالها وايضا استمرت المقاطعة بيني وبين اقاربي، وكنت متكبراً ارفض ان اسامحهم او ان أكلم احدا منهم حتى انني لم اكن اطيق ان اسمع سيرتهم. كانت حياتي آنذاك اشبه بالحرب الباردة الى ان انتهت بحادث غير متوقع فقد حصل الاحتكاك بيني و بين احد الاقارب، امتزجت عواطفي في تلك الساعة ما بين الهيجان و الاستنفار الى الحزن الشديد وفي ما بعد الانكسار.


بعدها تمكن قريبي من اقتيادي الى بيته حيث اضطررت بعد تكبر وعناد طويل الى مصافحة الجميع وتقبيلهم.


و تمت الصلحة وشعرت بعدها مياشرة بالانكسار إلا انني في نفس الوقت كنت مرتاحاً لانني انتهيت من دوامة صراع طويلة ووضعت حدا لها.


وايضا شعرت بالارتياح لأني كنت انوي التفرغ للدراسة والبحث عن الحق في هذه الحياة. وتزامنت هذه الفترات العصيبة مع قراءات لي في الكتاب المقدس، وكنت اقرأ آيات مثل "احبوا اعدائكم" وكان لهذه الآية عظيم الأثر في نفسي.


في نهاية عام 2007، و تحديدا في نهاية كانون الاول (شهر 12) حيث كانت فترة الاعياد وبداية رأس السنة الجديدة 2008 والحقيقة اني كنت قد تغيرت قبل رأس السنة بأيام قليلة. في تلك الفترة كنت في سنتي الجامعي الثالثة وكنت اعمل في مطعم ليس بعيدا عن بيتنا لكي اكسب بعض المال لتسديد احتياجاتي وكنت في ضيق و تعب نفسي وكآبة تراكمت عليّ من سنوات عديدة الى ان وصلت الى حد كبير لا يُحتمل.


وتزامنت تلك الفترة ايضا مع قراءات لي سواء في الكتاب المقدس او من خلال بعض الكتيبات الروحية وحدث ان لمسني الرب بمحبة اجتاحت كل كياني لدرجة انني انقلبت تماما فصرت فرحا سعيدا وتغير تعاملي مع جميع الناس وقتها وزال عني التعب والضيق على الفور وادركت ان الرب موجود فعلا وهو من تعامل معي وعندها ادركت انه حصل لي اختبار "الولادة الجديدة".


وبدأت اقرأ العهد الجديد واتعرف على شخص المسيح اكثر فأكثر وبدأت اعشق الكتاب المقدس وكنت اطلب الرب واتجاوب مع الكلمة المقدسة بدموع وقبلت الرب يسوع المسيح كمخلص شخصي ولمسني الرب بمحبة غامرة.


نعم لقد شعرت بمحبته تجتاح كل كياني وهذه المحبة اعطتني كل ما كنت اتمناه واريده السلام، الفرح الذي لا يستطيع احد ان ينزعه مني. في ذلك اليوم عملت كثيرا بدون اي تعب بل كنت فرحا وشعرت بأني احب جميع الناس.


تعرضت بعد اختبار الخلاص للحروب بعدها حملت نير المسيح واتكلت على الرب من كل قلبي ورفضت الخطية من كل قلبي

واصبحت حرا متفرغا لخدمة الرب ولاشيء في العالم يقيدني.


واعتمدت يوم 16_10 _2010.


آمين

الخميس، 21 ديسمبر 2023

شعاع نور من كلمة الله المقدسة


هذه الصفحات التي أمامك اخي القارىء هي اختبار شخصي اكتبه للفائدة لعل النور الذي وصلني من كلمة الله المقدسة يصل ايضا الى من احبهم ومن يسألون ويبغون معرفة اين وكيف ومع من نجتمع للعبادة؟ سأحاول بنعمة الرب ان اوضح ما لمسته من تعاملات الله معي من خلال خبرتي المتواضعة لعلها تكون سبب بركة لكل باحث عن الحق الكتابي بعيدا عن الأنظمة البشرية المختلفة. 

 

والحقيقة انني لم اختر أبدا ترك المكان الذي قضيت فيه بضعة سنوات بعد اختباري للخلاص حيث بدأت افتش على كنيسة مؤمنين اجتمع معهم وننمو معا كشركة وكشهادة محلية تشهد للمسيح وتربح النفوس وتسير بأمانة واخلاص لله 

 

لكن قراري هذا فرض عليّ مع الوقت حيث انني لم أعد احتمل ان ابقى برغم اني كنت في فترة ما خلال وجودي بالكنيسة قد قلت اني لن اترك مالم أجد بديلا اخر، لكن مع الوقت كنت أرى الاشارات والعلامات التي يضعها الرب في طريقي وجميعها تقول لي اخرج من وسطها.

 

لا أعلم من اين ابدأ ولكن أرى انه من المهم ان اشارككم بشيء ولو قليلا عن حياتي قبل ان اتعرف على الكنيسة والمراحل التي مررت بها ,فقد كنت في تلك الفترة قد حسمت أمري من جهة أمور عديدة وقطعت شوطا كبيرا على طريق تحرري من الطقوس وما تعلمه الكنائس التقليدية، وبدأت ابحث عن الكنيسة الحقيقية التي بحسب فكر الكتاب المقدس.


كنت في تلك الفترة كما الان استخدم الانترنت واعتمد عليه بصورة كبيرة، فهو مصدر مهم للمعلومات بالنسبة لي وللتواصل مع الاشخاص، وتنزيل الكتب ..الى غير ذلك وخلال تلك الفترة كنت فعلا اتوق الى ان اتعرف على مؤمنين في بلادنا، اذ كنت في ذلك الوقت جديدا بالايمان وابحث عن جماعة مؤمنين (كنيسة) انضم اليها. وفي أحد الايام عن طريق الصدفة وانا اتابع احد المواقع المسيحية المعروفة، لفت انتباهي اعلان عن نهضة مع قس مشهور في مدينة قريبة من المدينة التي كنت اسكن فيها آنذاك مع اهلي. 

 

ذهبت الى الموعد المحدد لان الدعوة كانت عامة، في ذلك الوقت كنت في الفصل الأخير بالجامعة، انهيت اخر فصل وبعدها تفرغت وجلست بالبيت فترة، ثم قررت ان اذهب الى الكنيسة. الكنيسة التي أحلم بها الكنيسة التي بحسب فكر الكتاب التي رأسها المسيح والمؤمنون اخوة الكنيسة التي تشتاق بل تتوق الى اكتشاف كنوز كلمة الله وتعّلم الحق والنمو في النعمة وفي معرفة ربنا يسوع المسيح.

 

وبالفعل ذهبت في أحد الايام وكان يوم خميس للاجتماع المسائي، ولأنها كانت أول مرة لي ادخل كنيسة انجيلية، تأثرت من الجو المحيط وتأثرت بالكلمة في ذلك المساء وكانت العظة تتكلم عن وجوب الخدمة والمشاركة في عمل وخدمات الكنيسة المختلفة، بعد انتهاء الخدمة المسائية قابلت القس وقلت له: أريد ان اخدم واساعد بالكنيسة. ومع اني كنت اسكن في مدينة اخرى وبالطبع المدينة التي اسكن فيها لا يوجد هناك كنيسة انجيلية كتابية بل فقط كنائس طقسية من الطوائف المختلفة، كنت اتي من مدينة الى مدينة اخرى واحيانا مرتين بالاسبوع فقط لاسمع كلمة الله واحضر الاجتماع، اتذكر في ايام المطر والشتاء كيف كنت اجاهد حتى اصل الاجتماع واحيانا كثيرة كنت اقطع مسافات سيرا على الأقدام فكنت أصل مبللا، لكني للأسف كنت أرى واقعا اخر أمامي غير الذي فهمته من الكتاب غير الذي تعلمته من كلمة الله عن الكنيسة الحقيقية وما هي وترتيباتها وعملها والأدوار فيها ...الى ما هنالك هذا الواقع المغاير لما تعلمه كلمة الله هو الذي كان تدريجيا يؤثر في داخلي. بدون ان يشعر أحد من قادة الكنيسة ولم أصارحهم الا في مناسبات قليلة أذكرها لكن كنت احتفظ بالشكوك في قلبي، واحيانا كنت اشاركها مع بعض الاخوة الذين كانوا اصدقاء مقربين بالنسبة لي، لكن كانت الأمور تسير بشكل عام في هدوء، ولاني لم اكن من ذلك النوع الذي يثور على قضايا شخصية فقد استمريت في الكنيسة وصمدت لوقت طويل نسبيا بالمقارنة مع غيري الذين تركوا بسبب بعض الأفعال الشخصية أو الأقول التي لم يحتملوها ان توجه لهم اما من جهتي فكنت من هذه الناحية لا اهتم، فكما قال احدهم: المسيحي الحقيقي اذا تعلق الأمر به فانه يكون كالحمل الوديع لكنه ممكن ان يصبح اسدا اذا تعلق الأمر بحق الله أو اخ ضعيف رغم انني اعترف اني في عدة احيان لم اقف الوقفة الازمة الى جانب كلمة الحق وقد  

فعلها غيري لأن الرب لا يترك نفسه بلا شاهد.

 

المهم انني بعد ذلك مرضت ولم استطع الذهاب فترة من الزمن الى اجتماع الكنيسة وبالتالي لم استطع ان اخدم هناك، ولا بد ان اذكر هنا انه من ضمن الأسباب التي أدت بي ان اتعب صحيا هي الحرب التي قامت عليّ في ذلك الوقت بسبب اني تركت الكنائس الطقسية ورفضت تعاليم ووصايا الناس وصممت من كل القلب ان اتبع المسيح وبالتالي فكانت هذه هي الضريبة والثمن الأولي. 


بعد ذلك وفي تلك الفترات التي كنت ابحث فيها عن عمل وبصفتي خريج من الجامعة، عُرض علي ان اعمل في نفس الكنيسة فعملت هناك فترة من الزمن، تعرفت خلالها عن قرب على مجريات الأمور وكانت تلك الفترة مفيدة لي واكسبتني خبرة. نظرا لاني كنت في وضع يسمح لي برؤية ما لا يراه الشخص الذي يأتي ويصلي فقط بالكنيسة بالاضافة لهذا فاني تعلمت الكثير عن نفسي في تلك الفترة التي تميزت بتمسكي الشديد بما حصلت عليه من نور من كلمة الله في بداية ايماني ومحاولة العيش على اساسه، فكنت متيقنا من خلاص نفسي وان الرب معي ويقودني في الطريق وله خطة في حياتي وهذا ما سعيت ايضا لاكتشافه في المكان الجديد. هناك كنت أرى تناقض عجيب أو انفصام شخصية وهذه ملخص عينة من اّراء بعض المؤمنين الأتقياء حول الوضع المشابه للوضع الذي كنت انا فيه: 


كلمة الوعظ التي تلقى من على المنبر لا يعملون بها للأسف .. اهمال كبير وفوضى وانسياق مع تيار عالمي، هناك طاقات كبيرة ضائعة ولم تستخدم في الكنيسة ولا يمكن استخدامها ما دام التجاهل موجود فعين الرب ترى وقلبه يعرف من هو المؤهل للخدمة التي تدرب عليها سنين من الالام ليخدم سيده.


"الرعية تركت الكنائس الاسمية وذهبت للأغلب الى الكنائس الانجيلية لكي تفهم كلمة الله الحية لأنهم عطاش لكلمة الله، مع احترامي للكنائس الانجيلية في بلادنا لكني اشعر كما يشعر الكثيرون انه لا وجود للمحبة في كنائسهم، لا يزورون المرضى والأرامل والمكسور لا يجبروه والرعية تشعر بأنها انتقلت من كنيسة اسمية الى كنيسة اسمية اخرى، فالكلمة التي يتكلمون بها من الكتاب لا يعملوا بها.


وقال احد الاخوة المؤمنين الافاضل مرة انه يعرف اكثر من 60 شخص تركوا كنائسهم وانتقلوا الى أماكن اخرى ولا يوجد من يتوجهوا له...غياب الرؤيا والهدف والمهام ومنبر ضعيف لا يجيب على احتياجات الشعب، تقوقع الكنيسة اذ لا تخرج خارج الأسوار، نمط واسلوب ادارة كنسية اصبح عادة وروتين وغياب مركزية كلمة الله في سير الأمور، المزاجية سائدة في حل الاشكالات، اشتراك الثقافة (خصوصا الأمريكية) والحضارة والتقاليد في نمط حياة الكنيسة وادارتها والابتعاد عن فحص الأمور في ضوء كلمة الله، انشغال القادة، انتشار ضبابية في القرارات وسيادة الرياء واسترضاء الأقوى. وفي النهاية فقدان الكنيسة لمخافة الله".


الكتاب المقدس كامل وفي العهد الجديد يعطي الكتاب النموذج الأمثل لقيادة الكنيسة على يد مجموعة من الشيوخ (الذين يقيمهم الروح القدس وليس الناس) والاخوة يميزونهم ويخضعون لمشورتهم. فخدمة الشخص الواحد ليست بحسب فكر الرب وهذا التعليم غير وارد في العهد الجديد. أرجو مراجعة الشواهد الكتابية التالية: 


كل المؤمنين هم كهنة1 بط 9: 2-5 ,,صفات الشيوخ والاساقفة : 1تي3 :1_7 ,تي1 :6_9 ,,عملهم ان يعلموا ,يهتموا بالكنيسة,يحكموا,يدبروا: تي1 :9 ,اع 20: 28 ,1بط : 5_2 ,1تي 5: 17. 


مرت الأيام ولا أريد ان اذكر شيء من التفاصيل والأمور الشخصية التي واجهتني في فترة وجودي هناك، لكن اترك التركيز في هذا المقال على الوضع العام للكنيسة، لعل الرب يستخدم هذه الكلمات المتواضعة ويدفع الأمناء الى التفكير وتقييم الكلام على ضوء كلمته المقدسة. 


اخيرا جاء الوقت الذي تركت فيه وظيفتي في الكنيسة واعتقد انه بسماح من الرب حتى يكسبني خبرة هامة في مسيرتي معه، وطبعا يوجد العديد من الخبرات والتجارب والأمور التي سأمر بها، لأن يده التي تمسك بي منذ لحظة الخلاص هي التي تقودني كل الطريق. 


عدت الى البيت ومكثت هناك لفترة الى ان اشتغلت في مكتب للفنون عن طريق احد الاخوة من الكنيسة وهو صديق واخ عزيز بالمسيح، وخلال فترة شغلي ايضا كنت مشغولا بالرب وبالكتاب المقدس الذي هو أهم ما يشغلني، بل كل ما يشغلني في حياتي الجديدة بعد انتقالي من الظلمة الى النور وبعد ان انفتحت عيني على جمال المسيح وبهاء مجده.

 

استغليت وجود الانترنت في مكان العمل ووضع الرب أمامي موقع رائع هو معهد عمواس للكتاب المقدس الذي هو امتداد لعمل كنيسة الاخوة في الأراضي المقدسة، درست الكتاب بالمراسلة وأرسلوا لي أول شهادة، وبينما كنت اكتب هذه الكلمات كانت الشهادة الثالثة والأخيرة في طريقها اليّ عبر البريد.


ما اعجب نعمة الله التي رتبت لي ان ادرس الكتاب المقدس بأقل التكاليف وابسط الوسائل وبدون الحاجة الى كليات لاهوت ولا درجات جامعية، لكن روح الله هو الذي يقود المؤمن الحقيقي. كما هو مكتوب: "سر الرب لخائفيهوعهده لتعليمهم" (مز 25 : 14)


مرة اخرى تركت العمل في مكتب الفنون، وكنت قد اخذت مبلغا من المال بعد تركي وذهبت في ذلك الوقت الى مدينة الناصرة، لزيارة اخ مؤمن مصري كان احيانا يأتي الى الكنيسة المحلية ومكثت في بيته عدة ايام ومن ثم رجعت.


ترددت في تلك الفترات على الكنيسة ولو بشكل متقطع نوعا ما، لكن كنت اسعى ان اكون في الاجتماع طالما انا قادر على ذلك. ايضا كنت في تلك الفترات أدرس الكتاب واقرأ واقرأ وانمو في معرفة فكر الله حسب ما هو معلن في كلمته، واشتغلت في عدة اماكن لوقت قصير في تلك الفترة. 


اتذكر كم كنا نتحدث عن النهضة انا وبعض الاخوة من الكنيسة، وكم كنا نشتاق الى عمل الله في وسطنا ولا اشك بصدق اخوتي لقد كنت واياهم نطلب الرب بالصراخ والدموع والصلاة ولكني أدركت فيما بعد اني لا اقف على اسس صحيحة وحقيقية متينة بل كنت متأثرا بالجو العام الانفعالي والعاطفي وهذا الجو كان قويا ويا للمأساة فبدون كلمة الله والرجوع لها ومعرفة فكر الله في الكتاب المقدس لا يمكن ان تحدث نهضة حقيقية على الاطلاق. سمح الرب بأن تفشل اجتماعاتنا وسمح حتى ان ننقطع عن بعضنا البعض، وأثق بل واؤمن ان هذا كان للخير حتى نفحص طرقنا ونصحح الأفكار غير الكتابية وانا هنا اتكلم عن نفسي واثق ان الرب سيستخدم هذه الشهادة لبركة شعبه حتى وان كانت ضد الوضع العام والفكر العام السائد. لقد انتظرت سنين عديدة حتى اصل الى هذه النتيجة ..هذا اليقين هذا النور ومن يريد ان يرى عمل الله الحقيقي عليه ان يراجع نفسه ويفحص طرقه هل هذا العمل أو ذاك الذي نقوم به ونمارسه له اساس واضح في كلمة الله؟ ماذا يقول الكتاب المقدس عن النهضة؟ مثال على نهضة حصلت في الكتاب المقدس؟ مثال على نهضات حقيقية حصلت في التاريخ المعاصر مؤمنين اتقياء رجعوا للكتاب وفهموا فكر الله واستخدمهم الرب لخلاص النفوس ولخير المجتمع ولبركة الأمة، للأسف كنا في جو من النشوة بحيث حصل تغييب لكلمة الله. كان الأجدى ان نجلس ونبحث في كلمة الله ونفهم فكر الله ونصلي به حتى لا نذهب وراء تصوراتنا ونتخيل شيء وهمي لا يمكن ان يتحقق وفي النهاية نحبط و نصاب بالفشل .


هذا ما مررت به وقد ادى بي الى ان ارفض الانظمة البشرية واسعى لاجتمع مع مؤمنين حقيقيين ببساطة الكنيسة الاولى نجتمع لاسم الرب واشكر الله لاجل المؤمنين من كنيسة الاخوة الذين وضعهم الرب في طريقي فدعموني وشجعوني وفتحوا لي بيوتهم رغم طول المدة التي كانت تمر قبل ان نلتقي وذلك بسبب المسافة الطويلة بين منطقتي حيث اسكن وبين المدينة التي  

يتواجد بها هؤلاء الاخوة فضلا عن احتياجي الى تصريح للعبور وغير ذلك.

 

صلي من اجلي حتى يقودني الرب انا الضعيف ويقودك انت ايضا في طريق مشيئته الذي هو الحق المطلق الرب يسوع له المجد في الكنيسة من الان والى الابد امين. والرب معك ( حازم عويص ) 11/29 /2013


الأحد، 1 ديسمبر، 2013

إقرأ ايضا