العراق في الكتاب المقدس

بحث بعنوان العراق في الكتاب المقدس 

جمع وتقديم /حازم عويص 

يخبرنا دارسي الكتاب المقدس ان انطلاق دينونة الله للعالم ستبدأ من العراق كما كانت بداية العالم والحضارة من العراق. وقد حاولت في هذا البحث ان اجمع بعض المصادر والمعلومات التي تبين لنا وضوح هذا الأمر فتعالوا لنتابع معاً:

نحن نعلم ان اسرائيل هو الشعب الاكثر ذكرا في الكتاب المقدس, ولكن هل نعلم اي شعب يأتي بعده؟ انه العراق! ولكن، ليس بهذا الاسم. الاسماء التي ذكرت للعراق بالكتاب المقدس هي بابل، بلاد الرافدين، وبلاد ما بين النهرين، أي دجلة والفرات. الاسم (العراق) تعني بلد بجذور عميقة. والواقع، العراق هو بلد بجذور عميقة ومهم جدا في الكتاب المقدس.

مقال ذو صلة / النبوة عن العراق

بابل ذكرت في الكتاب المقدس 300 مرة وهي أكثر المدن ذكرا بعد مدينة أورشليم (القدس). وبابل هي أول مدينة شيدت بعد الطوفان.

إسم العراق يعني البلد ذو الجذورالعميقة (من عَراقة) وبلد ذو أهمية عظيمة.وهذه هي الأسباب:

 - أن جنة عدن كانت في العراق. سفر التكوين 2
 - آدم وحواء خلقهما الله في العراق سفر التكوين 2
 - بلاد النهرين التي هي الآن العراق كانت مهد الحضارة.
 - أول ظهور للشيطان على الأرض، كان في العراق تكوين 3
 - نوح بنى سفينته في العراق.
 - نمرود أسس بابل وبنى برج بابل الذي كان في العراق تكوين 10 – 11
 - ظهور اللغات كان في العراق تكوين 11.
 - أبراهيم كان من أور، التي هي في جنوب العراق تكوين 11، اعمال 7
 - زوجة أسحق، رفقة كانت من ناحور التي هي في العراق تكوين 24
 - يعقوب ألتقى براحيل في العراق وقضى هناك عشرون سنة تكوين27: 31: 39
 - أول أمبراطورية في العالم كانت في العراق دانيال 1: -2 ، 2: 36 – 38
 - يونان بشَّرَ في نينوى في العراق، وأعظم نهضة في العالم حدثت هناك سفر يونان 3 
 - الأحداث التي وردت في سفر أستير حدثت في العراق سفر أستير
 - تدور نبوئة ناحوم حول مدينة في العراق.
 - آشور التي هي في العراق، غزا عشرة أسباط من بني اسرائيل
 - عاموس بكى في العراق
 - بابل التي هي في العراق دمرت أورشليم
 - دانيال كان في جب الأسود في العراق
 - الفتيان الثلاثة العبرانيين كانوا في النار في العراق 
 - بلشاصر ملك بابل رأى الكتابة على الحائط في العراق
 - نبوخذ نصر ملك بابل نقل اليهود أسرى الى العراق
 - حزقيال بشَّرَ في العراق
 - الحكماء كانوا من العراق
 - سفر الرؤيا تنبأ ضد بابل الأسم القديم للعراق الأصحاح 17 : 18

يقول أفرايم فخري في شرحه عن العراق في نبوات الكتاب المقدس التالي:

يرى البعض أن العراق مصدرها كلمة (عروق) جمع عرق، وربما هذه التسمية ترجع إلى أن نهري دجلة والفرات يعتبران بمثابة عرق أو وريد نظرًا لأهميتهما – العراق هى الدولة ذات الجذور العريقة، كما تسمى بلاد الرفدين أي ما بين النهرين، لأنها تشمل الأرض الواقعة بين نهري دجلة والفرات.

الكتاب المقدس يقدم لنا استعراضًا لهذه الجذور العريقة:

-غرس الله جنة عدن التي تقع في بلاد الرافدين، "وكان نهر يخرج من عدن ليسقى الجنة. ومن هناك ينقسم فيصير أربعة رؤوس، اسم الواحد فيشون.. واسم النهر الثاني جيحون.. والثالث حداقل (دجلة) وهو الجارى شرقي أشور، والرابع الفرات" تكوين 2: 10-14. وليس بالمصادفة أن ترى بالعراق الحدائق المعلقة وهى إحدى عجائب الدنيا السبع. 
- غالبًا أحداث خلق آدم وحواء تمت بالعراق، حيث في ذات المكان غرس الرب الإله جنة في عدن شرقًا. ووضع هناك آدم الذي جبله تكوين 2: 8،7.
- أول ظهور للرب سجله الكتاب المقدس كان في العراق حسث نقرأ عن آدم وامرأته "وسمعا صوت الرب الإله ماشيًا في الجنة عند هبوب ريح النهار.." تكوين 3: 8.
- بابل هي أول مدينة أسسها أول فاتح في العالم نمرود، وهى تقع في العراق – هذا النمرود المتمرد الذي ابتدأ يكون جبارًا في الأرض، كان ابتداء مملكته بابل وأرك وأكد وكلنة في أرض شنعار، من تلك الأرض خرج إلى أشور وبنى نينوى .." تكوين 10: 8-11.
- دعا الرب قديمًا إبراهيم أن يخرج من أور الكلدانيين بالعراق تكوين12: 1. 
- استقر فلك نوح قديمًا على جبل أراراط، ويطلق هذا الاسم على هضبة جبلية تقع غرب آسيا تنحدر منها في اتجاهات مختلفة عدة أنهار منها نهرا دجلة والفرات، ولعل جبال أراراط التي استقر عليها الفلك هى جبال كوردش التي تفصل أرمينيا عن بلاد النهرين وكوردستان.
- أراد الناس في كبريائهم وتحديهم لله أن يبنوا لأنفسهم مدينة وبرجًا رأسه بالسماء، وأن يصنعوا لأنفسهم اسمًا لئلا يتبددوا على كل وجه الأرض، فنزل الرب لينظر المدينة والبرج اللذين كان بنو آدم يبنونهما، فقال هلم ننزل ونبلبل هناك لسانهم حتى لا يسمع بعضهم لسان بعض، فبددهم الرب من هناك على كل وجه الأرض، فكفوا عن بنيان المدينة لذلك دُعى اسمها بابل – إذن برج بابل كان بالعراق تكوين 11.
- أتى عبد إبراهيم بزوجة لابنه إسحق من العراق تك 24: 10. 
- دعا الرب يونان النبي أن يذهب إلى نينوى المدينة العظيمة ليبشر فيها حيث كانت المدينة مغرقة بعبادة الأوثان وصعد شرهم أمام الرب يونان1: 2،1، والجدير بالذكر أن نينوى كانت عاصمة الإمبراطورية الآشورية، وتقع على مقربة من نهر دجلة في ضواحى مدينة الموصل حاليًا. تابت نينوى بمناداة يونان وأشفق الرب على هذه المدينة التي كان يقطنها أكثر من 120 ألفًا من الناس الذين لا يعرفون يمينهم من شمالهم يونان4: 11. 
- لا ننسى أن الأسباط العشرة تم سبيهم إلى أشور. وأن السبطين يهوذا وبنيامين قد تم سبيهم إلى بابل – وأشور وبابل هما الاسم القديم للعراق حاليًا.
- في بابل تم إلقاء الفتيان الثلاثة في أتون النار المحمى سبعة أضعاف بسبب رفضهم السجود لتمثال الذهب الذي صنعه الملك نبوخذنصر، كما أن دانيال ألقى في جب الأسود بسبب تمسكه بشريعة إلهه دانيال 6،3 – والرب أنقذ هؤلاء الأتقياء "يعلم الرب أن ينقذ الأتقياء من التجربة ويحفظ الأثمة إلى يوم الدين معاقبين 2بطرس2: 9.
- في بابل بالعراق حلم نبوخذنصر حلمه المشهور الذي فيه عبر الله عن تسليم مقاليد الحكم للإمبراطوريات الأممية الأربعة المتعاقبة، الكلدان والفرس واليونان والرومان دانيال2.
- بيلشاصر الملك آخر ملوك بابل صنع وليمة عظيمة لعظمائه الألف وشرب خمرًا قدام الألف، واستخدم آنية الهيكل المقدسة في شرب الخمر، في هذه الليلة التاريخية رأى الملك كتابة على مكلس الحائط مكتوبة بإصبع الله، ومضمونها أن الله أحصى ملكوته وأنهاه، وكانت هذه الليلة هى الأخيرة في حياة الملك حيث قتل، وقامت المملكة الثانية (الفرس) على أنقاض مملكة بابل . 
- ربما بدأ المجوس رحلتهم من العراق (بلاد المشرق) حيث رأوا النجم، وذلك بحثًا عن مولود بيت لحم بسؤالهم عن مكان ولادة المسيح؟ متى2: 2،1. 11- تشبه المسيحية الاسمية (مسيحية بدون مسيح) في شرورها وارتباطها بالعالم بامرأة (الزانية العظيمة)، ومدينة (بابل العظيمة) – لذلك يأتي نداء الروح القدس بالانفصال عن كل الأنظمة الأدبية الفاسدة "اخرجوا منها يا شعبي لئلا تشتركوا في خطاياها ولئلا تأخذوا من ضرباتها، لأن خطاياها لحقت السماء وتذكر الله آثامها" اقرأ رؤيا ص 18،17.

إذن العراق هى الدولة ذات الجذور العريقة الاسم القديم للعراق أشور وبابل، لذلك سنقدم بحثًا عن كل منهما: 

أشور
- عاصمتها نينوى، أقامها تغلث فلاسر الأول، ويعتبر أول ملوك أشور. 

- أحد ملوك أشور أذل ملك إسرائيل وأودعه السجن، ثم صعد على السامرة وحاصرها ثلاث سنوات، وسبى بني إسرائيل إلى أرض أشور، وأسكنهم في مدنها 2ملوك17: 1-5. 

- لا تُنسى حروب سنحاريب الطاغية ملك أشور عندما أرسل ربشاقي رئيس جيشه لكي يهدد الملك، التقي حزقيا الذي نشر الرسائل أمام الرب، وصلى إلى الرب فاستجاب لصلاته، وتدخل تدخلاً سريعًا إذ أرسل ملاكًا من السماء وضرب من جيش أشور مئة وخمسة وثمانين ألفًا. فلما بكروا صباحًا إذ هم جميعًا جثث ميتة، وعلى إثر الهزيمة انصرف سنحاريب ملك أشور وذهب راجعًا وأقام في نينوى، وهناك ضربه ابناه بالسيف وقتلاه اقرأ إشعياء 37،36. 

- استخدم الله أشور كعصا تأديب لشعبه العاصي لكثرة آثامه وتورطه في عبادة الأوثان، لكن الله الذي يضبط الأحداث ويضع حدودًا للتأديب لا يدع عصا الأشرار تستمر في الضرب إلى الأبد بل عندما يتمم قصده وغرضه يعود ويكسر العصا "ويل لأشور قضيب غضبي. والعصا في يدهم هي سخطى، على أمة منافقة أرسله على شعب سخطي..." يقول الرب بعد أن يكمل عمله: "إني أعاقب ثمر عظمة قلب ملك أشور وفخر رفعة عينيه.. هل تفتخر الكأس على القاطع بها أو يتكبر المنشار على مردده" إشعياء10: 15،12،5. 

- أشور التاريخي صورة رمزية لأشور آخر، ملك الشمال الذي سيكون بمثابة سوط جارف للمرتدين من شعب الله الذين ينقادون في آخر الأيام لضد المسيح، وإذ يخافون من ملك الشمال يعقدون حلفًا مع رئيس الإمبراطورية الرومانية واهمين أن يحميهم من ملك الشمال إشعياء28: 14-19. 

- لابد أن أمور الله تختم بالبركة، في المستقبل يبارك الرب أشور "في ذلك اليوم تكون سكة من مصر إلى أشور فيجئ الأشوريون إلى مصر والمصريون إلى أشور ويعبد المصريون مع الأشوريين.. ويتم المكتوب مبارك شعبي مصر.." إشعياء19: 25،23.

بابل 
- عاصمة مملكة الكلدان، والذي بناها هو نمرود تكوين 11: 2-8. 

- تميزت المدينة بعظمتها واتساعها وضخامة أسوارها، وكثرة أبوابها ومعابرها فوق نهر الفرات، وحدائقها ومنتزهاتها، وخزان مياهها العظيم، وحدائقها المعلقة التي تعتبر إحدى عجائب الدنيا السبع، وقد أنشأها نبوخذ نصر لزوجته.

- نبوخذ نصر ملك بابل، أبوه هو الذي أخرب نينوى وأسس مملكة بابل التي هى أول الممالك الأربعة التي تناوبت أزمنة الأمم، فالعالم وضع تحت حكم الإمبراطوريات الأممية الأربعة – الموضوع الذي تدور حوله نبوة دانيال.

- كانت مملكة يهوذا تحت الجزية لملك بابل، فسبى نبوخذنصر فريقًا من أبنائها وفتيانها كان منهم دانيال ورفقاؤه الثلاثة، كما أخذ أيضًا أواني الهيكل الثمينة إلى بابل، وفي النهاية تم خراب المدينة وإحراق الهيكل نهائيًا. 

- كان نبوخذنصر أمميًا، وقصد الرب أن يؤدب شعبه بسبب تورطهم في العبادات الوثنية فسحب عرشه من أورشليم وسلم الحكم لممالك أممية أربعة كما أشرنا، أولها مملكة بابل (الكلدان) وكان الزعيم هو نبوخذنصر الذي سلمه مقاليد الحكم وأعطاه سلطانًا على أمم العالم دانيال 2: 38،37.

- في التمثال احتل فقط مكان الرأس من ذهب، ومع أنه تعلم أنه أخذ السلطان من يد إله السماء، لكن سرعان ما تنكر لهذه المسئولية، وصنع لنفسه تمثالاً كله من ذهب طوله ستون ذراعًا وعرضه ستة أذرع ونصبه في بقعة دورا في ولاية بابل، وعمل احتفالاً عظيمًا لتدشين التمثال، وأصدر أوامره المشددة لجميع الشعوب والأمم والألسنة بالسجود لهذا التمثال، وبذلك يكون أول من أسس ديانة وثنية عالمية. 

- الأتقياء الذين رفضوا السجود لهذا التمثال وضعوا في أتون نار محماة سبعة أضعاف، وأنقذهم الإله الحي الحقيقي، وبالرغم من أن نبوخذنصر شهد لهذا الإله العظيم لكنه لم يتعلم الدرس وسار في عناده. 

- حلم نبوخذنصر حلمًا ثانيًا، شجرة في وسط الأرض وطولها عظيم، كبرت الشجرة وقويت فبلغ علوها إلى السماء ومنظرها إلى أقصى كل الأرض.. وكان الملك الوثني هو المقصود بهذا الحلم: وإذا بساهر وقدوس نزل من السماء، فصرخ بشدة وقال هكذا: اقطعوا الشجرة واقضبوا أغصانها وانثروا أوراقها – وكشف دانيال النبي عن عجرفة الملك وكبريائه، وأعلن له قضاء الله أنه سيطرد من بين الناس وتكون سكناه مع حيوان البر ويطعم العشب كالثيران، وتطول أظافره وشعر رأسه، ويزول عنه الملك. وقبل أن يفارقه النبي قدم له المشورة والنصح قائلاً "لذلك أيها الملك فلتكن مشورتي مقبولة لديك وفارق خطاياك بالبر وآثامك بالرحمة للمساكين لعله يُطال اطمئنانك" لكنه مرة أخرى أيضًا لم يتعلم الدرس، وتجاهل النصيحة.

- أُعطي فرصة سنة كاملة لكي يتوب، لكنه استمرأ طريقه، وفي كبريائه راح يتمشى على قصر مملكة بابل وقال أليست هذه بابل العظيمة التي بنيتها لبيت الملك بقوة اقتداري ولجلال مجدي – والكلمة بعد بفم الملك وقع عليه القضاء في الحال، وصار كالحيوان يأكل عشب الحقل، وضاع عقله، وظل في الإذلال سبع سنين.

- مات نبوخذنصر، وبموته انتهى مجد مملكة بابل لأنه كان رأسها من ذهب، وفي عهد حفيده بيلشاصر انتهت مملكة بابل وحلت محلها مملكة أخرى هى مملكة الفرس. 

وللحديث بقية.. 
جمع وتقديم حازم عويص